يُعد نبات إكليل الجبل أكثر من مجرد عشب عطري؛ فهو نغمة فواحة في الحدائق المطبخية والطبية، وسيمفونية خضراء تزين المناظر الطبيعية بزهو لا يذبل. موطنه الأصلي حوض البحر الأبيض المتوسط، لكنه تكيّف مع مختلف المناخات ليُثبت أنه نبتة عنيدة، معمّرة، وقليلة المتطلبات. لكن خلف هذا البقاء المديد تقبع أسرار قلّ من يعرفها من عشاق البستنة الحقيقيين.
1. الموقع الأمثل: حيث يبتسم الضوء
رحلة العمر الطويل تبدأ من البقعة المختارة. إكليل الجبل يعشق دفء الشمس؛ فهو يتوق إلى 6 ساعات فأكثر من أشعة مباشرة كل يوم. وضعه في مكان تتخلله نسائم خفيفة يُجنبك شرّ العفن واللفحات الفطرية. أما إن كان حبيس جدران المنزل، فاجعله ملازماً لنافذة جنوبية أو تحت ضوء نموّ صناعي.
الأرض بدورها يجب أن تكون صديقة له؛ خفيفة، رملية أو طميية، تنضح بتصريف جيد للماء، وتميل إلى القلوية الخفيفة (درجة حموضة بين 6.5 و7.5). إذ إن التربة التي تحتفظ بالرطوبة تصبح فخاً قاتلاً للجذور وتُعجّل بانقراضه البطيء.
2. السقي بعين البصيرة لا بكف الوفرة
كثيرون يقعون في فخ إغراق إكليل الجبل بمياه الشفقة. لكنه نبتة صحراوية الروح، تحب العطش المؤقت. دعه يجف بين الريات، وسقِه بعمق متقطع لا بكرم مفرط. حين يستقر في تربته، يصبح قنوعاً بالماء. ومع حلول الشتاء، اجعل الري شحيحاً كندرة المطر.
3. التقليم: لمسة الخفة التي تصنع الفارق
لكي لا يتحوّل إكليل الجبل إلى كهل خشبي عديم النبض، لا بد من تشذيب رقيق متكرر. قص أطرافه برفق أثناء موسم النمو لتحفيز التفرّع ومنع التخشّب. أما التقليم الجريء، فليكن مع بزوغ الربيع، قبل استفاقة البراعم الجديدة. تجنب القص في الجذوع القديمة، فهذه الأجزاء نادراً ما تحييها القصبة من جديد.
وإن ترك دون قصّ، سيغدو قلبه مجوّفاً، كثيف الخشب، عديم الحيوية. والأهم أن التقليم يحفظ التهوية ويمنع التكاثف الرطب المؤذي.
4. التغطية الشتوية: درع البقاء في الليالي القاسية
رغم حبه للدفء، فإن إكليل الجبل يجزع من زمهرير الشتاء، خاصة في المناطق الباردة (أقل من المنطقة الزراعية الثامنة). للحفاظ عليه لعشر سنوات وأكثر، وجب التسلّح ضد الصقيع.
في الأقاليم القارسة، ازرعه في أوعية لتسهل نقله إلى الداخل قبل أول صفعة صقيع. أما المزروع أرضاً، فلفّه بطبقة سخية من النشارة أو قش الصنوبر، لتحمي الجذور من التجلّد. وخلال الليالي الثلجية، غلّفه بغطاء من الصوف الزراعي أو قبة حماية شفافة.
5. لا تُغدق عليه الأسمدة: القناعة كنز نباتي
إكليل الجبل لا يشتهي المخصبات الثقيلة. الإفراط في التغذية يدفعه لإنتاج نمو طري، سرعان ما تفتك به الحشرات والعفن. ما يكفيه هو لمسة من السماد العضوي المتوازن أو حفنة من الكومبوست في الربيع ومنتصف الصيف.
النيتروجين الزائد هو خصم شرس لعمره؛ يجعل منه نبتة رخوة سهلة الانكسار. الغذاء البسيط يغني ولا يُرهق.
6. الإكثار والإنعاش: فلسفة البستاني الحكيم
مهما طال عمر إكليل الجبل، فإن التخشّب قادم لا محالة. لذلك يلجأ أهل البستنة المتمرّسون إلى أخذ عقل كل بضع سنوات لإحياء النبتة من جديد. هذه العقل أشبه بنسخ شبابية تُعيد الحياة للدورة النباتية.
اقطع فروعاً نضرة بطول 10 إلى 15 سم في الربيع أو أوائل الصيف، وانزع الأوراق السفلية، ثم اغرسها في خليط مخصص للتكاثر، رطب ودافئ. ضعها في مكان مضاء، لكن دون شمس حارقة، إلى أن تبزغ الجذور من عمقها.
كلمة ختامية
إكليل الجبل ليس مجرد عشب للنكهة، بل هو شاهد على فن البقاء حين يتقنه البستاني. أشعة الشمس السخية، تربة تصرف الماء برشاقة، سقي محسوب، تقليم رشيق، ووقاية شتوية ذكية… هي مفاتيح عمر يتجاوز العقد. بهذه الوصفة، ستنعم بحضور إكليل الجبل، عابقاً في مطبخك وحديقتك، لعشر سنوات أو أكثر.
نبات جميل وعطري ومعلومات مفيدة وشتلت في حديقة المنزل أكثر من شتلة ولم تنجح عندي إلا
واحدة والتي أكثر عرضة للشمس
علما ان تربة الحديقه تربة مزيجية
ولكن ياريت ان اتعلم كيف أكثر منها
في حديقتي وشكرا